השראההשראהأخبارإقتصادأخبارإقتصاد

يخرجن إلى الحرية وتحقيق الذات

هن نساء قست عليهن ظروف الحياة وعشن في ظروف إقتصادية-إجتماعية صعبة, ولكن لديهن فكرة معينة لمشروع تجاري أو إقتصادي قادر على تحسين ظروفهن وأيضا يحقق لهن حلم. وهن ليسو لوحدهن بعد اليوم – هناك جميعة هدفها أن تحقق لهن المستقبل.

نسيم بار-إل مؤسس “مبادرات مستقبل”, سهير زعاترة مرشدة البرنامج, عبير متخرجة من البرنامج, ياعيل عوفديا مديرة “يش عتيد”

في تشرين ثاني 2017 تم إجراء دورة تجريبيبة لتطوير مبادرات تجارية-إقتصادرية بين نساء يهوديات من القدس الغربية ونساء عربيات من القدس الشرقية. الدورة أقيمت عبر جمعية “يوزموت عتيد” أو مبادرات مستقبل, هدفها هو تقليص الفجوات الإجتماعية عبر دعم النساء ومنحهن الأدوات اللازمة لإقامة مشاريع صغيرة. الإقتصاد في إسرائيل, ككل العالم, يعتمد على المشاريع الصغيرة كقوة دفع مركزية.

الإحصائيات في إسرائيل تظهر أن ثلالثة من كل خمسة مصالح تجارية تعلن إفلاسها وتقفل أبوابها خلال أقل من 5 سنوات. مع هذا, المعطيات حول المصالح التجارية التي تم إقامتها على أيدي نساء “مبادرات مستقبل” تظهر أن مايزيد عن72% منهم تدخل أرباح ما فوق ال- 5000 شيكل, وأن 64% منهن بنسبة نمو وإزدهار تصل 8-10%.

طاقات كامنة في الوسط العربي

في الأشهر الأخيرة إنضم أكثر من 100 سيدة أعمال عربية إلى برنامج “مبادرات مستقبل”, ما يبشر على نجاح البرنامج في الوسط العربي ويرمز إلى التقدم ونجاح المرأة العربية في إسرائيل.

حتى نعرف أكثرعن البرنامج, تحدثنا مع السيدة سهير زعاترة, 52 عام من القدس, محاضرة ومستشارة إقتصادرية, ومديرة فرع بنك لؤومي سابقا. سهير تعمل مع جمعية “مبادرات مستقبل” كمحاضرة للدورات. وتحدثنا أن “إختيار النساء المشاركات يتم حسب معايير وشروط معينة وبالتعاون مع مجالس محلية, فروع الشؤون الإجتماعية وتنظيمات نسائية. النساء المشاركات معظمهن يعشن في ظروف إقتصادية-إجتماعيىة صعبة. أحد شروط الجمعية للمشاركة في البرنامج هو أن يكون لدى السيدة فكرة لمشروع إقتصادي تكون قادرة على تحقيقها.”

في العائلات الفقيرة – هناك الكثير من النساء اللاواتي يبحثن عن طرق لتحسين الدخل. “هن لا يستطعن العمل كموظفات”. قالت سهير. “لذلك في الوسط العربي هناك فرصة أكبر للمرأة لإقامة مشروع أومصلحة من الوسط اليهودي”.

عبير, في يوم إنهاء الدورة.

أضافت سهير أن “في الوسط العربي هناك الكثير من النساء بدون تعليم جامعي, بعضهن حتى لم تكمل التعليم الثانوي وهن بدون مهنة. أضف إلى ذلك مشكلة المواصلات والأولاد. كثير من النساء المحافظات يستصعبن الحصول على وظيفة أيضا بسبب عدم إتقانهن للغة العبرية. قسم من هؤلاء النساء عليهن الإعتماد على انفسهن أو على مساعدات التأمين الوطني. الوظائف التي يقترحها عليهن مكتب العمل تكون غالبا غير كافية لتسديد إحتياجاتهن. لذلك الفرصة التي تمحنهن اياها جمعية “مبادرات مستقبل” تكون بالنسبة لهن كتحقيق حلم.

مثال على هذا, السيدة عبير , إمراة عربية من القدس الشرقية, أم لخمسة أطفال. “طلقها زوجها لأنها لم تنجب له طفلا ذكر. بعد تخرجها من برنامج “مبادرات مستقبل”, إفتتحت مخبز وأصبحت تبيع منتوجاتها للمناسبات. في شهر رمضان مثلا, لديها مدخولات تقدر بعشرات الالاف الشواقل. أن تكون حيث كانت, تقف على رجليها, تمر ببرنامج “مبادرات مستقبل” وتفتتح مشروعها, هو المعنى للإنتقال من العبودية إلى الحرية.”

ما هو سر نجاح “مبادرات مستقل” ؟

السبب الرئيسي في إسرائيل والذي بسببه تعلن المشاريع الصغيرة إفلاسها في السنوات الأولى “تنبع من عدم الجهوزية المادية والمهنية عند المبادر”.سهير تشرح أن “قسم من المصالح يلزمهن عدة أشهر حتى يبتدئن بإدخال الأرباح. ولهذا فإن جزء من عملنا في “مبادرات مستقبل” هو تجهيز وتحضير النساء المبادرات لذلك. الدورة عبارة عن 8 لقاءات, يتلقين خلاله محاضرات عن عدة مواضيع مختلفة متعلقة بإقامة مصلحة أو مشروع إقتصادي, وفي نهاية الدورة يكون لكل مشتركة برنامج عمل لفكرة المشروع الذي جائت من اجله, تحديد جمهور الهدف, تعرف على كيفية التعامل مع البنوك ومؤسسات الدولة كالتأمين الوطني ومصلحة الضرائب, تعرف على طرق عمل ناجعة بهدف إختصار وقت ثمين وخاصة لتفادي الوقوع في إخطاء شائعة.”

“في نهاية الدورة يتم لقاءات إستشارة مهنية فردية خلاله تحصل المبادرة على توجيه شخصي يتلائم مع مشروعها. بعدها, تبتدأ كل سيدة بعملية إقامة وبناء المشروع بمرافقة مرشد, مرحلة بعد مرحلة, ولمدة سنة. المرشدين يتبعون مجالات عمل مختلفة حيث يتطوعون بوقتهم وتجربتهم المهنية لمرافقة النساء حتى ينجح المشروع.                     أحيانا, وبالتعاون مع جمعيات اخرى, تحصل النساء على منحة مالية للمشروع. “

إنتهاء البرنامج التجريبي للمبادرات من القدس الشرقية والغربية في حفل إستلام شهادات الإنهاء. عربيات ويهوديات.

هناك نساء دفعتهن قسوة الحياة أو الرغبة في تحقيق الذات, إلى سوق العمل, ليبتدئن مع فكرة بسيطة غير ناضجة, ليصعدن السلم درجة بدرجة, ليتخطين حدود السماء ويثبتن أن المستحيل يقيم فقط في أحلام العاجزن. هن غير عاجزات.

إنتهاء البرنامج التجريبي للمبادرات من القدس الشرقية والغربية في حفل إستلام شهادات الإنهاء. عربيات ويهوديات.

حرية تشجع التقارب

تقول يعيل عوفديا, مديرة ومؤسسة جمعية “مبادرات مستقبل” أن “الشيء المؤثر حقا أن هناك مجموعتين من النساء (عربية ويهودية), رغن أنهن يعشن واحدة بجوار الأخرى, إلا أنهن لم يلتقين مسبقا أبدا. هناك فجوة لغة. ولكن التواصل يحصل حين يلتقين في قاعة واحدة. القوة والعظمة النسائية تجتاز حدود اللغة والسياسة وتمكن إلتقاء الواحدة بالاخرى عبر قصص شخصية وظروف  متشابهة جدا. ذات الصعوبات, ذات التحديات. فجأة نرى أنه رغم أن إبتدئنا كمجموعتين منفصلتين ومتباعدتين, أنهينا كمجموعة واحدة وأحيانا نرى بدايات لتعاون إقتصادي.

يوجد هنا حرية إقتصادية, ولكن أيضا حرية الإنفتاح على الآخر والإلتقاء لتحقيق حلم. هل هناك أفضل من هذا؟”

0 0 votes
דירוג הכתבה

Salman Abbas

סלמן עבאס, בן 29 במקור מפקיעין, היום בתל אביב מתעסק בספורט, כתיבה והכנת קפה דרוזי, בזמנו הפנוי
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x